روى الإمام مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم ستفتحون أرضا يُذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذِمَة ورَحَمِا .
وفي رواية للإمام أحمد : إنكم ستفتحون مصر - وهى أرض يُسمى فيها القيراط - فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة ورحما - أو قال - : ذِمّة وصِهْرا .
صباحك فلٌ ويومك سكّر..
افرح واحتفل عزيزي البطل..
اليوم هناك حاضرٌ يستحق أن تكون جزءًا منه..
هناك هوية تشرف أن تنتسب إليها..
صفحة بيضاء في كتاب حياتك.. وأنت صفحة في كتاب الحياة..
حضارة جديدة قد ولدت على ضفاف النيل في أيامها الأولى..
اليوم فقط أهنئك بأعظم حدث تشهده عيناك..
أهنئك بأن صرت حرًا..
اليوم لاشيء يبقى سرًا..
اليوم..
أرفع رأسي ..
أكتب على قميصي..
"أنا مصري"
–
قل لي بربك من تكون؟
ما سرك المكنون؟
ماجوهرك؟
هل أنت من قلنا عنه الأقاويل العديدة؟
هل أنت من قلنا ضعيفٌ.. وقوته بعيدة؟
أم أنت أنت..
الآن قمت..
الآن انتهت الفسحة..
عدت إلى الحصة..
وبدأ الدرس للتاريخ..
مرة أخرى..
عن الحضارة.. والرقي..
عن الإرادة..
عن كيف تكون الحياة..
–
شعب الفكاهة قد غضب..
نكتته باتت تحرق.. وكلمته لا تقف.. صرخته تخيف.. وصوته جعلني أرجف..
كان الجميع يبهر بتاريخي.. واسمي.. ولا يعرفون عني شيئًا..
ربما اليوم يعرفون عني أنا مالا يعرفون عن أجدادي..
يعرفون عني أن صمتي لن يكون ضعفًا..
أنني قويٌ..
أنني العالم..
أنني الدنيا..
انا العالم الأكبر..
منذ زمن شعرت أنني مختلف..
لكن القيود حولي -ظننتها- محكمة..
لكنني بكلمتي..
أذبتها..
في بضع أيام..
حرقتها..
وخرجت للدنيا أجول..
أقول..
"هكذا تلد نفسك من جديد!"
–
دعني أطلق صيحات النصر..
دعني أغرقك بدمعات الفرح..
دعني أغني..
دعني أضحك كما لم أضحك من قبل..
دع قلبي يلتئم..
ولا تنس..
–
يا شهيد..
لعلك اليوم تفرح في السماء..
ماعاد يطلبني البكاء..
ربما حتى ترفع العلم.. وتضحك..
ربما تشاهدنا.. ربما تعرفنا..
ربما تأكل وتمشي وتتسامر.. وربما بين أقرانك تتفاخر..
دعني أخبرك أننا هنا سعداء..
وأن خالتي صفية ترسل إليك سلامات كثيرة..
يقرؤون لك الفاتحة كل يوم..
وربما هم أحوج لها منك..
على أي حال..
افتقدناك..
لكنك كنت معنا دائمًا..
فأرواحنا هذه ليست لنا..
روحك -قبل الجنة- قد لمست أرواحنا..
نحن -ياشهيد- تغيرنا..
شكرا لك..
صديقك من جنة الأرض